نقلت قناة الجزيرة عن محسن عبد الحميد (عضو مجلس الحكم العراقي المنحل)قبل ستة أشهر أن عدد المعتقلين في سجن أبي غريب بلغ مئة ألف .بينما تؤكد الحكومة حاليا أن العدد خمسة الآف وعلى كلٍ فهؤلاء قد شهدوا فضائح السجن أوسمعوا بها وبعضهم قد خرجوا من السجن ومنهم أحد مراسلي قناة الجزيرة !! والسجن يقع ببغداد والفضائح الجنسية من أسرع الأخبار انتشارا بين الناس ورغم كل ذلك يمر عام كامل على تلك الفضائح قبل أن يكشفها صحفي أمريكي في صحافة بلاده !!!
أترك المقارنة لك ولكن أقول : كفضيحة سجن أبي غريب التي كشفت فجاة ستكون فضيحة عدد قتلى الأمريكان فترقبوها ولعل حمى الإنتخابات تنضجها
ولنرجع الذاكرة إلى الحرب الفيتنامية والتي شهدت تكتيماً إعلامياً رهيباً ظن من خلاله الشعب الأمريكي أن فيتنام أصبحت متنزهاً للقوات الأمريكية بل وخدعت بعض الصحافة الأمريكية في ذلك الوقت عندما اختلفت في طريقة الإنتخابات ووقتها بناء على مابلغها من انتصارات زائفة وماعلمت أن جيشها العظيم صار طعاماً لذيذاً للوحوش الفيتنامية الصغيرة .
لكن يبدو مع ذلك أن الولايات المتحدة لا تتعظ من تجارب التاريخ. وإذا كانت الأعمال بخواتيهما فإن المقاومة المسلحة الفيتنامية هي التي سطرت الفصل الأخير ـ فصل الانتصار الساحق.والمعارضة العراقية المسلحة ماضية في هذا الاتجاه.