أعلن عن تأسيس حزب البعث العراقي لبعث أول الأمر في سوريا في أبريل/ نيسان 1947 على يد ميشيل عفلق الذي عين رئيسا له في ذلك الوقت وصلاح البيطار وجلال السيد ووهيب الغانم. وقد توسعت تشكيلات حزب البعث وتضاعفت فعالياتها في أغلب الأقطار العربية فكان أن أصبحت له قيادتان: قومية تشرف على التنظيم في سياقه العربي العام وقطرية تعنى بتشكيلة حزب البعث على مستوى كل دولة عربية. وقد اعترفت القيادة القومية للبعث في سوريا سنة 1952 بفرع العراق وتم تعيين فؤاد الركابي رئيسا للقيادة القطرية فيه وكان الركابي قد بدأ في صيف 1952 بعد تخرجه من كلية الهندسة ببغداد في إنشاء خلايا سرية للحزب الذي لم يزد أعضاؤه في ذلك الوقت عن مائة.
”
منذ تأسيسه سنة 1947 استطاع حزب البعث أن يحكم دولتين عربيتين هما سوريا والعراق كما أسس تيارات بعثية في العديد من الدول العربية
”
الأهداف والمبادئ
حزب البعث حزب قومي عربي يتبنى الفكر الاشتراكي وقد أعلن في مؤتمره الأول عام 1947 عن ثلاثة أهداف:
- النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن.
- العمل على توحيد العرب في دولة واحدة ذات سيادة.
- بعث الواقع العربي عن طريق الانقلاب على ما يسوده من فساد.
ويرفع حزب البعث شعاره المشهور "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". كما أنه اشتهر بمبادئه الثلاثة: الوحدة والحرية والاشتراكية.
”
ارتبط تاريخ العراق منذ نهاية الخمسينيات إلى اليوم بحزب البعث. فمن سقوط الملكية إلى سلسلة الانقلابات الدامية إلى تعيين صدام حسين رئيسا مدى الحياة ظل البعث أهم تشكيلة سياسية في العراق
”
حزب البعث والعراق
منذ الخمسينيات وحزب البعث العراقي مرتبط بالسياسة العراقية. فقد عرف العراق في 14 يوليو/ تموز 1958 انقلابا على الملكية بقيادة عبد السلام عارف الذي أعلن الثورة على النظام الملكي وقتل الملك فيصل الثاني وولي عهده عبد الإله ونوري السعيد رئيس الوزراء وغيرهم فانتهى عهد الملكية ودخل العراق دوامة الانقلابات العسكرية التي استمرت عقدا من الزمن (من 1958 إلى 1968).
وكان الحزب الشيوعي العراقي صاحب الكلمة العليا انقلاب 1958 وأصبح عبد الكريم قاسم زعيما أوحد للعراق ولم تفلح مساعي ميشيل عفلق في يوليو/ تموز 1958، في إقناع أركان النظام الجديد بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) بسبب رفض الحزب الشيوعي العراقي ذلك الأمر.
وقد نجح ضباط بعثيون في انقلاب دموي ضد الرئيس عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963 وتحالفوا مع ضباط ناصريين وأنشؤوا حكومة ائتلاف تحت رئاسة عبد السلام عارف.
عرفت حكومة الانقلاب صراعا بين جناحين من حزب البعث: معتدل ومتشدد، فقام عبد السلام عارف رجل الانقلاب القوي بإبعاد البعثيين المتشددين وعين في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963 أحمد حسن البكر أحد الضباط البعثيين المعتدلين نائبا لرئيس الجمهورية.
وقد أسقط البعثيون نظام عارف في سبتمبر/ أيلول 1966. كما قام حزب البعث العراقي بإقصاء كل من تعاون معه من غير العناصر البعثية في الانقلاب على عارف في 30 يوليو/ تموز 1968 وتم تعيين أحمد البكر رئيسا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا للجمهورية وقائدا عاما للجيش وأصبح صدام حسين نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ومسؤولا عن الأمن الداخلي.
وفي يونيو/ حزيران 1979 أصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية العراقية بعد إعفاء البكر من جميع مناصبه.
علاقة الحزب بسورياعرف جناحا حزب البعث في سوريا والعراق معركة إيديولوجية فكرية شديدة وادعى كل طرف زعامة البعث على مستوى الأمة العربية. وقد انتقلت أغلب رموز البعث السوري إلى العراق كما زكت هذه الرموز الجناح العراقي، وقد ظل صدام حسين حريصا على أن يكون الجناح البعثي العراقي الرائد على مستوى العالم العربي ولم يعترف له السوريون بذلك.
هيكلة الحزب
يستخدم حزب البعث في العراق تنظيما دقيقا في هياكله ويبدأ من:
الخلية: وينبغي أن تكون من ثلاثة أشخاص على الأقل.
الفرقة: وتتكون من ثلاث إلى سبع خلايا.
الشعبة: وتتكون من فرقتين على الأقل.
الفرع: ويتكون من شعبتين فما فوق.
ويوجد بالعراق 22 فرعا بواقع فرع لكل محافظة مع ثلاثة فروع للعاصمة بغداد.
ويتدرج عضو حزب البعث وفق خمسة مستويات هي من القاعدة إلى القمة:
- عضو تحت التمرين.
- نصير درجة ثانية.
- نصير درجة أولى.
- مؤيد.
- صديق.
ويعاقب حزب البعث العضو بالإعدام إذا جمع مع انتسابه للبعث انتسابا آخر أو ثبتت عليه تهمة الخيانة للحزب. ويتعرض الحزب حاليا لمنعطف تاريخي في مسيرة نضاله حيث يتهدد وجوده قوى داخلية وخارجية ومحاولات دؤوبة للقضاء عليه بالقوة.