ابن العراق مشرف عام و قائد قوات المنتدى
عدد الرسائل : 140 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 24/04/2007
| موضوع: الشيخ حارث الضاري يوجه رسالة إلى الشيخ أسامة بن لادن الثلاثاء مايو 01, 2007 8:03 am | |
| الشيخ الضاري يكشف أسرارا خطيرة في حديث لـ "أخبار الخليج": أزمة بين "القاعدة" والمقاومة العراقية أدعو بن لادن إلى التدخل.. والالتزام بضوابط الجهاد الشرعي
أجرى الحوار: عبدالـمالك سالـمان - محمد الساعي
كشف رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور الشيخ حارث الضاري حقائق هامة بشأن ما يجري في الساحة العراقية في ظل الاحتلال الأمريكي، وقال في حديث خاص لأخبار الخليج: ان جريمة التفجير الإرهابي لمرقدي الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام في سامراء تمت بعملية تآمرية نفذتها وزارة الداخلية لحكومة إبراهيم الجعفري تشاركها مخابرات دولة مجاورة للعراق بعلم من سلطات الاحتلال، والدليل على ذلك انه تم تجاهل الجريمة ولم يتم التحقيق فيها على الرغم من أهميتها وتبعاتها التي أسفرت عن مقتل ألفي عراقي وتدمير 180 مسجدا خلال ثلاثة أيام فقط. ومن جانب آخر أقر الضاري بوجود خلافات بين فصائل المقاومة العراقية وتحديدا بين تنظيم القاعدة وفصائل المقاومة الأخرى، حيث طالب التنظيم بتزعم المقاومة بالعراق، ووجه الضاري نداء للشيخ أسامة بن لادن للتدخل تجنبا لاستفحال الوضع. وفيما يلي نص الحوار الخاص الذي أجرته أخبار الخليج مع الشيخ حارث الضاري: * في تقديرك، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المؤتمر القومي العربي في دعم المقاومة العراقية؟. ** أود أن أشير بداية إلى ان المقاومة هي كل ما يستهدف الاحتلال وأعوانه، وأن ما يسمى الإرهاب هو ذاك الذي يستهدف الأبرياء من العراقيين، ومن المؤمل على المؤتمرات الشعبية الوطنية والقومية العربية والإسلامية أن يكون لها دور هام في إذكاء المشاعر الوطنية وفي تنبيه الشعوب العربية والإسلامية بمآسي الأمة وما تتعرض له من استهداف وتحديات من قبل القوى المعادية لها على مر التاريخ ولا سيما في هذه الأيام التي أبانت للقريب والبعيد، للقاصي والداني، مدى العداء الذي تكنّه هذه القوى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بإدارتها الهوجاء الحالية، وخير مثال على ذلك هو العدوان على العراق وما تلاه من أعمال إجرامية وبربرية ترتكبها يوميا قوات الاحتلال في هذا البلد العربي المسلم الذي غُزي ودُمر بناء على ادعاءات كاذبة وذرائع مختلفة أثبت الأمريكيون أنفسهم ذلك، وأصبح بحثهم عن أسلحة الدمار الشامل هو عملهم الحثيث على التدمير الشامل للعراق ومقدراته وحضارته، لذا أقول أنه يجب على الأمة أن تتحرك من خلال قواها الشعبية الممثلة في هذه المؤتمرات وغيرها للوقوف إلى جانب إخوتهم في العراق وفي البلاد العربية الأخرى المستهدفة مثل فلسطين والصومال والسودان وغيرها، إذ أن المستهدف واحد، ففي العراق أمريكا وحلفاؤها، وفي فلسطين أمريكا تدعم الاحتلال الصهيوني في ممارساته الإجرامية، وفي الصومال تدعم الحكومة العميلة والحكومة المعتدية الأثيوبية، وفي السودان تقف وراء المشاريع الأجنبية الصهيونية وغيرها لتفتيت هذا البلد العربي المسلم باستغلالها وتضخيمها لمشكلة دارفور المفتعلة والتي يعلم كل الناس أن من يزج الصراع فيها أو من يقف وراء هذا الصراع هو الولايات المتحدة وبريطانيا والصهاينة. انقسامات في المقاومة * تحدثت بعض التقارير عن وجود انقسامات في صفوف المقاومة العراقية خاصة بعد بيان تنظيم القاعدة الذي طالب بتزعمه المقاومة العراقية، ما مدى صحة ذلك وما تأثير هذه الانقسامات على المقاومة؟. ** يوجد شيء من الخلاف بين القاعدة وبقية فصائل المقاومة، وهذا للأسف الشديد من قبيل الإفرازات التي افرزها الاحتلال وضغوطه واختراقاته واعتماده على كثير من العملاء الذين استعان بهم بعد يأسه من صد المقاومة أو كسر شوكتها، فلجأ الى استخدام العملاء والوسطاء لبث بذور الفتنة بين صفوف المقاومة، لكن المقاومة والحمد لله قد صمدت في وجه كل هذه المحاولات والاختراقات الفاشلة، غير أن هذا لا يلغي وجود الخلاف الذي أعلن مؤخرا من خلال بعض جهات المقاومة بين المقاومة العراقية ككل وبين تنظيم القاعدة، فالقاعدة وبعد أن أعلنت دولتها في العراق بدأت تتعامل مع بقية فصائل المقاومة بشكل أدى إلى خلافات بينها وبين المقاومة، وأدى في كثير من الأحيان إلى خصومات ومواجهات، ولا سيما بينها وبين الجيش الإسلامي وبينها وبين كتائب ثورة العشرين وغيرهما من الفصائل الأخرى بعد مطالبة القاعدة هذه الفصائل بالانضمام إليها والبيعة لأميرها. رسالة إلى ابن لادن * وكيف تنظرون إلى هذا المطلب من تنظيم القاعدة؟. ** نحن ندعو قادة القاعدة إلى اللجوء الى الحكمة والى الاعتبار بالواقع، وأن تعلم أنها جزء من المقاومة العراقية وليست كلا، وأن المقاومة الأخرى شريك لها، بل هي الأكثر من حيث العدد، والأكثر في الميدان ولأنها أيضا تحظى بتأييد الجماهير الحاضنة للمقاومة، لذا على القاعدة أن تعمل لمصلحتها ومصلحة المقاومة بوجه عام مصلحة العراق والأمة، لأن في المصالحة سد الباب على المخربين والمرجفين وتيئيس للاحتلال في أن يجد خرقا يدخل فيه إلى صفوف المقاومة ليتنفس الصعداء من ضرباتها وضغطها عليه. وبهذه المناسبة أدعو عقلاء القاعدة والمتعاطفين معها أن يدعوها إلى عدم السير في طريق الخلاف والإقصاء لغيرها لأن البلد لأهله، ولأن في العراق رجال لا يمكن أن يُتجاوَزوا بأي حال من الأحوال، بل أدعوا الشيخ أسامة بن لادن وأناشده بالإسلام الذي جاهد من اجله وتحمّل ما تحمل في سبيله أن يتدخل في الموضوع وان يوصي القاعدة بأن تلتزم بضوابط الجهاد الشرعي الصحيح وان تحترم أهل البلد الذي تقاتل فيه والذين احتضنوا القاعدة وغيرها من المجاهدين في بداية الأمر، وإذا لم يكن لديه تأثير على القاعدة في العراق فليوضح للعراقيين ذلك حتى يكونوا على بيّنة من أمرهم في التعامل معها ومع غيرها ممن قد يسيئوا إلى العراق والى قضيته الأولى وهي تحرير العراق، أو يسيئوا إلى المخلصين من أبنائه وفي مقدمتهم أبناء المقاومة الباسلة، وإن الله يقول الحق ويهدي السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. عن أي مصالحة يتحدثون؟! * الاستعدادات جارية على قدم وساق لمؤتمر شرم الشيخ حول العراق، هل تعتقدون أن هذا المؤتمر من الممكن أن يقدم شيئا للقضية العراقية؟. ** لا نأمل من هذا المؤتمر شيئا، فهذا المؤتمر سيُعقد لمصلحة الاحتلال ومصلحة الحكومة الحالية التي تؤازره. * في رأيكم، لماذا تفشل جهود الوفاق الوطني بالعراق؟ وعلى من تلقون المسئولية في ذلك؟. ** في الحقيقة لا توجد جهود حقيقية للوفاق أو المصالحة الوطنية، نعم.. حصلت هناك لقاءات ومؤتمرات برعاية جامعة الدول العربية وتوصلنا إلى نتائج تعتبر جيدة يمكن أن تكون بداية لمصالحة وطنية حقيقية، ولكن الأطراف الحاكمة لم تلتزم بها، وتكررت هذه المؤتمرات وآخرها مؤتمر مكة الذي صدرت عنه (وثيقة مكة)، وأيضا اتفقت الأطراف ولكن لم تلتزم، لذلك أقول: كل الأطروحات التي تصدر من الحكومة العراقية الحالية هي مجرد دعوات إعلامية وغير جادة لأنها لا تقدم حلولا للمشكلة العراقية، إذ تخلو من أية التزامات حكومية بما يمكن أن يساعد على إزالة الكثير من العقبات أمام هذه المعالجة. فمن العقبات الموجودة: كيف تكون المصالحة وهناك دستور قسّم أبناء العراق وأقصى كثيرا من مكوناته؟، ونص فيما نص عليه بتقسيم العراق وثرواته وإلغاء دور الدولة المركزية وإعطاء صلاحيات سياسية واقتصادية للأقاليم والمحافظات أكثر من دور العاصمة!، وغير ذلك من الأمور في الدستور، فكيف تكون المصالحة بهذا الدستور؟ وكيف تكون المصالحة ولم يتفق العراقيون في النظرة نحو الاحتلال هل هو احتلال أم تحرير!، ولم يتفقوا على مشروعية المقاومة! كيف تكون المصالحة وهناك عشرات الآلاف من العراقيين المحتجزين يلقون عذابا لم يره أحد، ففي سجون الميليشيات والاحتلال هناك آلاف العراقيين يقتلون ويغيّبون من غير محاكمة أو مساءلة، كيف يغمض العراقيون أعينهم أمام كل هذه الأمور ويقولوا للحاكمين في العراق عفا الله عما سلف، ثم يجلسون للمصالحة من دون حل أي مشكلة من هذه المشاكل؟!. الحرب.. ليست حلا * كيف تنظرون إلى الخلاف الحالي بين الكونجرس وادارة بوش حول القضية العراقية؟ وهل سيكون لها تأثير على مسألة الانسحاب من العراق؟ ** دلالة هذا الارتباك بالبيت الأبيض الأمريكي هو أن المقاومة العراقية نجحت فعلا في إرباك المشروع الأمريكي والإدارة الأمريكية في كيفية تصرفها بالعراق، كما أن هذا الجدل والخلاف الدائر أفهَمَ الأمريكيين من ديمقراطيين وجمهوريين أن الحرب لا يمكن أن تكون هي الحل، ولابد من تفاوض مع العراقيين، وأن من لم يسر في هذا الاتجاه فهو الخاسر في البيت الأبيض وهو الخاسر أمام الشعب الأمريكي. * هل يعني ذلك أنكم تتوقعون في نهاية المطاف قرارا بالانسحاب؟. ** بالتأكيد إذا تخلى الأمريكيون عن استعلائهم وغطرستهم وحماقة بعض قيادتهم، لأنهم حاليا يشهدون الكثير من الخسائر والكثير من الإحباط في العراق. الحرب الأهلية.. زعم روّج له الاحتلال * ولكن كثيرا من التحليلات السياسية تحذر من أن الانسحاب في هذه الظروف قد يؤدي إلى حرب أهلية بالعراق؟. ** مثل هذه الكلام تشيعه الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بالعراق، فهي تريد ان تغطي فشلها بهذه الحجة التي لا أصل لها، وحلفاؤها يريدون ان يحافظوا على مكاسبهم السياسية والاقتصادية في ظل هذا الاحتلال الذي يرون انه إذا زال فإن هذه المكاسب والمصالح ستنتهي، أما الادعاء بأنه سيكون هناك فراغ امني وحرب أهلية فهو الادعاء غير حقيقي لأننا الآن نشهد فتنة أهلية يدبرها الاحتلال وعملاؤه، وهي يوميا تودي بحياة المئات من الشهداء، وبالتالي فإن وجود قوات الاحتلال هو العامل الأساسي فيما يجري الآن من فتنة ودماء غزيرة تراق. وما نؤمن به هو انه لو انتهى الاحتلال فإن العراقيين قادرون على تجاوز هذه المشاكل على أن يتصافوا ويتسامحوا ويقودوا بلادهم إلى شاطئ السلام، لذلك أؤكد ان الدعوى بالحرب الأهلية غير صحيحة بعكس ما يدعيه الاحتلال وحلفاؤه، فالشعب العراقي أثبت خلال أربع سنوات الماضية انه شعب متماسك، شعب يؤثر الوحدة، يؤثر العراق على ما عداه. .. هم من خطط للفتنة * نتمنى ذلك فعلا، ولكن هل هذه الرؤية تتسم بالواقعية أمام ما نشهده من ذبح على الهوية الطائفية في العراق، وغياب تحقيق فكرة الوفاق الوطني والانقسامات الموجودة؟ ** ما ذكرتُه ليس من قبيل الأمنيات أو التخمينات، وإنما من قبيل الإنسان الذي يعرف شعبه وعاش واقعه، لقد أُريد للعراقيين ان يقتتلوا من أول أيام الاحتلال، وأُريد للفتنة الطائفية ان تعصف به، ولكن الشعب العراقي ثبت وصمد ولم تكن هناك حرب أهلية، وكلما أوقدوا حربا أهلية أطفأها الله، ومثال ذلك ما حدث في هدم مرقدي الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام في سامراء، فهذه العملية التآمرية التي قامت بها جهات رسمية مدعومة بجهات خارجية كادت ان تعصف بوحدة العراقيين لولا صمودهم أمام الفتنة، ووقوف الواعين من السنة والشيعة ودعوتهم لضبط النفس وعدم مقابلة الأفعال بردود أفعال مشابهة، وهذه الدعوات فوّتت الفرصة على الاحتلال الذي أراد ان يتخلص من المقاومة باشتباك العراقيين فيما بينهم حتى يطلق يده في العراق، كما فوّت الفرصة على عملائهم في ألا تكون هناك حرب أهلية سعوا من خلالها إلى تقسيم العراق تحقيقا لرغباتهم، يضاف إلى هذا ما تكشف للعراقيين أخيرا من أن الاحتلال (ومن جاء معه) لم يأتوا لإسعاد العراقيين ولا لمصلحتهم وإنما لخدمة مصالح الاحتلال ومشاريعهم الفئوية والحزبية التي اعدوا لها قبل الاحتلال ووضعوا لها الكثير من التصورات والأهداف. فلقد اتضح لأبناء العراق ان العراق هو المستهدف، وانهم مستهدفون، وأنا أؤكد لكم ان أكثر من 90% من العراقيين يرفضون هذا الاحتلال ويرفضون العملاء ويرفضون تقسيم العراق، وهم مع المشروع الوطني العراقي وليسوا مع المشاريع الإقليمية التي تريد تقسيم وطنهم، أكثر من 90% من العراقيين يريدون الرحيل الفوري للمحتل وليس الانسحاب المجدول أو المحدد. وأكد أنه في ظل الاحتلال فإن نحو 70% من أهل العراق أصبحوا يعيشون تحت حد الفقر، وآخرون لا يملكون أي شيء ولا توجد أي جهة تساندهم، وما يدعيه البعض في الوطن العربي من دعم للمقاومة غير صحيح. من فجر المرقدين؟ * أشرت إلى ان هناك جهات رسمية وأخرى مدعومة من جهات خارجية وقفت وراء تفجير مرقدي الإمامين الهادي والعسكر، هل لديكم وثائق تشير فعلا إلى من دبر الاعتداء؟. ** الجهات المنفذة مباشرة هي وزارة الداخلية لحكومة إبراهيم الجعفري، تشاركها مخابرات دولة مجاورة للعراق بعلم من سلطات الاحتلال، وهناك وثائق معروفة لدى الأمم المتحدة ولدى أطراف عراقية، والدليل على ذلك انه لم يتم التحقيق في القضية رغم أنها كبيرة وخطيرة على مستوى المرقدين وعلى مستوى ما تبعها من أحداث أسفرت عن قتل (2000) عراقي وهدم (180) مسجدا خلال ثلاثة أيام فقط، فرغم ذلك كله أهملت القضية ولم يحقق فيها، وهذا ما يدل على ان القضية متعلقة بكل الأطراف التي تتحكم اليوم بالمشهد العراقي. التغلغل الإيراني * أي مراقب للساحة العراقية يلمس بوضوح مظاهر كبيرة للتغلغل الإيراني بالعراق بعد دخول الاحتلال، ما مخاطر ذلك على العراق؟ ** مما لا شك فيه ان التدخل الإيراني موجود وواضح بالعراق، لكن ما يشغلنا في هيئة علماء المسلمين هو الاحتلال الأمريكي أولا، وجهدنا في هذه المرحلة ينصب في هذا الاتجاه، وبهذه المناسبة نقول لإخواننا الإيرانيين إنهم (إذا كانوا يعادون فعلا) الاحتلال الأمريكي ويرغبون في رؤية نهاية له في العراق، عليهم ان يساعدونا على ذلك بتهدئة الأوضاع لما لهم من اثر واضح على بعض الجهات السياسية في العراق. قانون النفط * هناك قضايا ساخنة في الساحة العراقية مثل قانون النفط الذي أثار الكثير من الجدل، كيف تنظرون لمخاطر هذا المشروع وانعكاساته على ثروات ومستقبل العراق؟ ** في الحقيقة هذا المشروع فيه من الخطورة الشيء الكثير، وليس هو وحده المشروع الخطير، فالدستور العراقي الذي روعي في وضع هذا القانون ما جاء فيه من تقسيمات لهذه الثروة الهامة هو من الخطورة بمكان، لذلك نقول ان الاحتلال في أيامه الأخيرة، وقبل ان يحسم أمره في البقاء أو عدمه بالعراق سعى إلى ان يحقق أمورا منها موضوع النفط الذي يبدو انه حسم أمره بهذا القانون الذي صيغ في الخارج ووُضعت عليه بعض التعديلات الطفيفة في الداخل، وعُرض على مجلس الوزراء العراقي الذي وافق عليه، وهو الآن في طور التقديم لما يسمى بمجلس النواب، وقد يوافق عليه، وهناك مشروع آخر هو (المعاهدة الأمنية) لم يعلن عنه، ولكنه يشهد خطوات جارية، وقد شكلت كما علمنا لجنة أمنية من الاحتلال والقوى التي جاءت معه وهي متنفذة اليوم في إدارة العراق مع إقصاء الكثير من فئات الشعب العراقي المؤثرة، فهذه اللجنة فيها من الخطر ما فيها، بل لا تقل عن خطر قانون النفط، وهناك الكثير من الخطوات التي تتخذ من قبل قوات الاحتلال على عجل تحسبا لأي طارئ، ونحن في الحقيقة نتوقع في مثل هذا الوقت ان يُلجأ لمثل هذه الأمور، ولكن ما نحن على يقين به أن كل هذه الأمور وهذه التحركات والمشاريع تُطبخ في ظل الاحتلال، وبعد زوال هذا الاحتلال ستزول هذه المشاريع لأنها لا تُلزم الشعب العراقي لا شرعا ولا قانونا. * وهل هدف مشروع المعاهدة هذا تحويل العراق إلى محمية للأمريكان و تقنين إقامة قواعد امريكية في العراق مثلا؟ ** في الواقع نتوقع الكثير من هذا القبيل، وفي هذا المشروع الكثير مما يقيد حرية واستقلال العراق ويضعه تحت مظلة الحماية الأمريكية. * وكيف تنظر إلى قضية الصراع في كركوك وما قد تخلّفه من صراعات بين الأكراد وغيرهم؟ ** هي مشكلة فعلا، ولكن هذه المشكلة لا تحل إلا بالتفاهم بين العراقيين أنفسهم وبعد خروج الاحتلال، وأي محاولة لضمها بالقوة فإنها ستبوء بالفشل عاجلا أم آجلا، وسترتد بالضرر على أي جهة تقوم بهذه المحاولة اللاشرعية. المرجعية الدينية * أمام ما ذكرته من أوضاع في العراق، كيف تنظر إلى مصير حكومة المالكي؟ ** نحن نعتقد أن حكومة المالكي آيلة للسقوط، ونعتقد ان خطتها الأمنية ستكون سببا مباشرا في ذلك بعون الله. وأود أن أشير هنا بشأن جدار الاعظمية الذي ثار الجدل حوله مؤخرا أن أهل العراق يتعاملون معه بواقعية ولكنه سينهار قريبا، وأبناء الأعظمية من السنة والكاظمية من الشيعة لا توجد بينهم طائفية، فالشعب واحد، وما يحدث بينهم ليس بسبب المذهب وإنما بسبب السياسة التي يقودها الاحتلال ومعاونوه. * يؤكد الكثيرون ان المقاومة العراقية كان من الممكن ان يكون لها شأن كبير وتأثير قوي لو ان المرجعية الدينية الشيعية أصدرت فتوى بالمقاومة كما حدث إبان ثورة العشرين فما هو تعليقكم؟. ** لو أن بعض المرجعيات الدينية المؤثرة باركت المقاومة لتغير الوضع في العراق قبل هذا الوقت بكثير، ولكن للأسف داهنت بعض هذه المرجعيات الاحتلال وسهّلت له بلوغ ما يريده من تهدئة جزء كبير من أبناء العراق وعدم قيامه بالمعارضة أو المقاومة للاحتلال مع إخوانه الآخرين من أبناء الشعب العراقي الذين قاوموا الاحتلال منذ أيامه الأولى.
| |
|